أساليب التداول في سوق تجارة العملات
لا غرابة في تتعدد اساليب التداول في سوق تجارة العملات و ذلك بحكم تعدد مدارس التجارة
التي تقوم بتعليم تلاميذها تصميم الاستراتيجيات و المتاجرة حسب خطط مسبقة بل و حتي
على صعيد المدرسة الواحدة تتعدد اساليب التجارة بحسب شخصية كل تاجر حيث يظهر لنا
ذلك جليا في السوق بشكل واضح لأن كل تاجر يمثل أسلوبا خاصا يميزه عن الأخرين من
التجار في ادارة المحافظ الاستثمارية حتى و إن لاحظنا بعض التشابه في الجوهر فإنه يبقى لشخصية
كل تاجر أثر كبير و واضح على تجارته , حيث نجد من التجار من يفضل المغامرة أثناء
التجارة مع العلم أن للمغامرة درجات و في المقابل نجد من يفضل التحفظ في التجارة و الذي
بدوره يمتلك درجات أيضا .
في الواقع لا نستطيع أن نقول أن هناك أسلوب افضل من أسلوب لأنه في بعض الاحيان نجد
أساليب تفضل على أساليب أخرى حسب الوضع الذي يعيشه السوق في تلك الفترة , فعلي
سبيل المثال في حالة حصول الحركة العشوائية للأسعار فينصح عندها الإعتماد علي
الأسلوب المتحفظ في ادارة المحافظ على أسلوب المغامرة بينما في حالة توقع حركة كبيرة في
السعر قد تخلق إتجاه جديدا ففي هذه الحالة يفضل الإعتماد علي أسلوب المغامر عن غيره
من الأساليب , مع العلم أن المغامرة تحمل في طياتها مخاطرة و لكن تجدر الاشارة الى أن
الارباح التي قد تحققها من ورائها كبيرة جدا , و في المقابل فإن التحفظ في التجارة يقلل
المخاطرة و لكن العائد على راس المال قليل جدا مقارنة بما هو عليه في المغامرة , و بكل
حيادية تلك هي إيجابيات وسلبيات كل اسلوب إلا ان عدد كبير من التجار يفضلون الوسط
تقيدا بالمثل الشهير الذي يقول “خير الأمور أوسطها”.
في الواقع نجد أن الدمج بين الأساليب وفق ما يعشه السوق بحث جعل الوضع الحالي للسوق
هو من يحدد يعتبر الخيار الأمثل , لأن ذلك يرفع من قدرة التاجر على التأقلم مع السوق
بمختلف أوضاعه وبالتالي فإن الأسلوب الأمثل للتجارة في سوق الفوركس هو الدمج بين
جميع الاساليب واستخدامها وفق الوضع الحالي للسوق وذلك بعد دراسة الحالة لحركة
الاسعار في السوق .
و تجدر الاشارة إلي ان هناك امرا ضروريا و هو ان الاسلوب ما هو الا طريقة عمل , و في
الاسواق الثابته كسوق تجارة السلع فإن هناك نوع من الثبات في السوق و من هنا يتبين أن
ثبات الاسلوب يعد امر جيد شريطة أن يثبت نجاحه اما في حالة الاسواق المتغيرة مثل سوق
الاسهم والسندات و سوق الفوركس لا يعتبر كذالك حتى لو اثبت الاسلوب جدارته لعدت
مرات و من أجل هذا يجب ان لا يحمل التاجر العقلية المتحجرة في سوق متغير بالإضافة إلي
ضرورة القيام بالتخطيط السليم و المسبق للأسلوب أو لمجموعة من الاساليب التي يرغب
في استخدامها وفق المتغيرات التي تحدث في سوق الفوركس الأمر الذي يساعده في التقليل
من المفاجأت المحتملة التي يمكن أن يحملها السوق .